-A +A
صالح إبراهيم الطريقي
أعتقد يتفق الكثير بأن لدينا أزمة بجامعاتنا، وأن هناك مشكلة قديمة في الكادر التعليمي بقدم جامعاتنا، هذا ما يؤكده ترتيبها المتدني في سلم الجامعات.
يؤكده أيضا ضعف «التحصيل العلمي» لدى خريجيها، إذ إن سوق بيع «البحوث الجامعية» المنتشر «بدكاكين» مقابل كل جامعاتنا رائج جدا، ولا تعمل بالسر وتضع على أبوابها الزجاجية «يافطة» كتب عليها «لدينا بحوث بكل التخصصات»، أي أن غالبية الطلاب لا يتعبون بالبحث والاطلاع، ولا هم دكاترتهم يقرؤون البحوث؛ ليعرفوا أنها ليست من عمل الطالب، فيطالبونه بإعادة كتابتها.

ناهيك عن «مواقع التواصل الاجتماعية» التي كشفت عن ذهنية بعض كوادر الجامعات، وأن لديهم خللا في التفكير، وقلة منهم لديهم خلل في السلوك.
لهذا كانت فكرة «الابتعاث للخارج» من أهم القرارات لحل هذه المعضلة أو «تخلف جامعاتنا معرفيا»، ونتائج الابتعاث أثبتت بما لا يدع شك، أن الطالبة والطالب السعودي إن هيئت له الظروف المناسبة تعليما، سينافس باقي طلاب العالم معرفيا، فحصد الجوائز العلمية بتلك الجامعات وتفوق على الجميع، ولكن ماذا بعد هذه الخطوة أو الحل السريع والناجع، هل ستستمر جامعاتنا كما هي، ويستمر الابتعاث بهذا الكم، أم يمكن لوزارة التعليم العالي الانتقال لحل تغيير جلد الجامعات، لضخ دماء جديدة في الكادر العلمي أو استبداله؟
هناك طريقان لتغيير جلد الجامعات، الأول أن تضخ الدماء الجديدة التي اكتسبت خبرات من خلال الابتعاث كلما تقاعد أحد الكوادر القديمة، وهذا حل بطيء وليس مضمونا، لأن دخول فرد لمجموعة تعمل بآلية قديمة سيجعلها تدخله في منظومتها أكثر من أن يؤثر فيها.
الطريقة الثانية ــ وهذا ما أتمناه ــ أن تغير الجامعات جلدها سريعا، بأن تحيل أغلب الكوادر العلمية المعيقة لتطور الجامعات إلى التقاعد المبكر، لأنهم لا يناسبون المرحلة الجديدة للتعليم.
وهذه الطريقة أو الحل أثبت نجاحه حين غيرت «وزارة البرق والبريد والهاتف» جلدها وتحولت لشركات، وأبعدت القدامى الذين سيعيقون حركة التطور، دون أن تظلمهم بقرار الفصل.
فهل تفكر وزارة التعليم العالي بهذا الحل، وخصوصا أن لديها مئات الآلاف من المبتعثات والمبتعثين بعضهم تخرج من جامعات عالمية، وتحتاجهم الجامعات السعودية ليديروها، أو يوجهوا بوصلتها من جديد نحو التنافس مع باقي جامعات العالم معرفيا.